السؤال:
عندي ولد يبلغ من العمر 15 سنة، وكان متفوقًا دراسيًّا، ويحصل على المراكز الأولى، ولكن الآن انقلبت الموازين وبدأت درجاته تتدنى شيئًا فشيئًا، ولا أدري لماذا؟! مع العلم كان ينافس المتفوقين سابقًا على المراكز الأولى، وأيضًا أن أمه مدرسة، وتطبق عليه اختبارات ذكاء، وكانت تهتم به لدرجة كبيرة، وتتابعه كصديق له،، وكنا نوفر له كل شيء ونحفزه للتعليم بمحفزات مثل الهاتف وإلى آخره، إلى أن صعقنا بدرجاته ومستواه المتدني جدًّا، والآن أطلب خطوات علاجية لحل هذه الظاهرة في أسرع وقت. وشكرًا جزيلًا لكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين, وبعد فهذه المشكلة يجب تشخيصها، هل هي بسبب واضح يمكن تلافيه وعلاجه، مثل: عدم المذاكرة أو انشغاله بصوارف معينة (رحلات، نزهات، إمضاء الأوقات في مشاهدة أو قراءة أو سماع أشياء أخرى، رفقة دائمة، خروج من المنزل، أعباء وتكاليف اجتماعية، أذى وتحرشات من آخرين، وقوعه في معصية معينة...) أو بسبب غير واضح مع وجود مؤشرات تدل على أنه قد يكون مصابًا بالعين (نظرة) لتميزه وتفوقه دراسيًّا على أقرانه، وما يصاحب ذلك من كثرة الكلام حوله من معلمين أو طلاب أو أقارب أو نحوهم. ومن هذه المؤشرات التي يُستدل بها ما يلي:
1- عدم رغبته في مذاكرة الدروس وحل الواجبات أو لا يستطيعها.
2- عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة.
3- حزنه وتخييم ضيق الصدر عليه إذا ذكر المدرسة أو ذُكر بها عنده.
4- كرهه المفاجئ لبعض الطلاب أو المعلمين أو الأقارب أو حتى الهروب من مجالستهم وافتعال الأسباب؛ لعدم الرغبة في الحديث معهم.
5- سروره وفرحه إذا انتهت مدة الاختبارات مثلًا إذا انقضت الدراسة وبدأت الإجازة مثلًا أو تناسي جو المدرسة وتبعاتها.
6- التغير المفاجئ في السلوك والتصرفات مع والديه أو أحدهما أو إخوانه.
7- حبه للعزلة والانفراد وعدم الاجتماع مع ما يصاحب ذلك من تفكير طويل وشرود ذهن. وهذه المؤشرات قد تكون موجودة كلها أو بعضها أو واحدًا منها بدرجة قوية أو ضعيفة، وفي هذه الحالة تستخدم له الرقية الشرعية، وهناك أمران:
الأول: ينبغي أن تقوم والدته بالحوار مع الولد؛ لأنها أقرب منك إليه، وتعرف أسباب ما هو فيه، وتستدرجه حتى تصل إلى الحقيقة (بداية المشكلة ووقتها وطبيعتها).
الثاني: ينبغي لك أن تقوم بزيارة مدرسته ومحاورة المرشد الطلابي أو الأخصائي الاجتماعي عن سبب تدني مستوى الولد، فقد تكون المشكلة من معلم أو طالب تعرض أحدهما له بتهديد أو أذية أو مشاركة في بعض البرامج والأنشطة وهو لا يستطيع معها موازنة أو متابعة دروسه. وهذه ولا شك كفيلة في إشغاله عن تفوقه الدراسي والاستمرار فيه، وفي مثل هذه المشكلة ينبغي توفير الحماية له، وذلك بربطه برفقة صالحة طيبة تعينه على أمر دينه ودنياه وتحفظ له أمره، وحتى نقله إلى مدرسة أخرى قد يفيده ذلك، وأما إذا تبين لكم غير ذلك، وأنه قد يكون مصابًا بالعين، فاستخدموا له الرقية الشرعية إذا لم تعرفوا من عانه؛ لأنه إذا عُرف من عانه فالأفضل أن يُؤخذ من سبب، وإلا يُرقى (يُقرأ) عليه بعض الآيات والدعوات من قبلك أو من أمه أو من أحد أقاربه، فإذا لم تعرفوا ففيه أهل العلم والفضل والصلاح تذهب إليهم. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الكاتب: جمّاز الجمّاز.
المصدر: موقع المسلم.